أخبار وطنية عصام الدردوري: قتلة شهيد الأمن الشرعبي ذبحوه في المولد بدعوى أنّ الثواب فيه مضاعف
أكد عصام الدردوري رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن لأخبار الجمهورية أن الحادث الارهابي الأخير بخصوص حادثة ذبح حافظ الأمن محمد علي الشرعبي من طرف مجموعة ارهابية بمعتمدية الفحص من ولاية زغوان كان متوقعا.. رغم الطريقة المفاجئة التي تمّ بها استهداف عون الأمن وذكر أنّه سبق الاشارة الى ذلك في أكثر من مناسبة حيث تم رصد مخططات ارهابية ومن بينها ماهو موجّه لاستهداف بعض الأمنيين وعائلاتهم وهو تحوّل نوعي في اقدام المجموعات الارهابية على تنفيذ هجماتها..
وأكد الدردوري أن العناصر التكفيرية التي أقدمت على ذبح عون الأمن تولت رصده مسبقا قبل ارتكابها للعملية حيث وقع اعتراض سبيل الشهيد وهو في طريق العودة الى منزله الكائن باحدى المناطق الريفية لتتولى المجموعة طعنه في مناسبة أولى على مستوى القلب ثم ذبحه والتنكيل بجثته ثم التحصّن بالفرار قبل ان يقع الاطاحة بالأطراف الرئيسية لهذه المجموعة الارهابية من قبل الوحدات المختصة في توقيت قياسي ..
خطابات تحريضية
عصام الدردوري شدّد على أن الحيثيات التي رافقت تنفيذ عملية ذبح الشهيد تؤكد أن المجموعات الارهابية وخاصة خلاياها المتأهبة قد تكون كونت قاعدة بيانات حول هوية الأمنيين والطرق التي يسلكونها أثناء التوجه لعملهم والعودة منه ثم استهدافهم، كما أكد أن هذا العمل الارهابي ليس بمعزل عن الخطابات التي صدرت مؤخرا على لسان عدّة قيادات ارهابية تونسية المنتمية الى داعش، حيث أن العمل الارهابي الأخير ياتي وفق الدردوري في اطار الاستجابة لتلبية النداءات التي وجهتها القيادات الارهابية والداعية في اكثر من فيديو الى ذبح الأمنيين والعسكريين واعتبارهم جندا للطاغوت يجوز اراقة دمائهم شرعا وفق ما ذهبت اليه هذه القيادات الارهابية في تصريحاتها والتي أعلنت أيضا عن تحرير ما يسمى بالمبادرة في العقيدة الجهادية واعلان النفير العام، وهو ما يعني الدخول في حرب معلنة ومواجهة مفتوحة وشاملة واستهداف العسكريين والامنيين على حد السواء.
كما لم يفوّت عصام الدردوري الاشارة الى ان اختيار تاريخ احياء ذكرى المولد النبوي الشريف لتنفيذ هذه العملية ليس بالمسألة الاعتباطية والعفوية.. وانما كان تدبيرا مقصودا باعتبار أن «أجر وثواب» قتل الطواغيت في الاعياد والمناسبات الدينية يتضاعف في العقيدة التكفيرية الدموية على حدّ تفكيرهم...
حرفية قوات الأمن
كما نوّه رئيس المنظمة التونسية للامن والمواطن في تصريحه لأخبار الجمهورية بمستوى وحرفية الوحدات المختصة في مكافحة الارهاب من ناحية السرعة في تفكيك معالم الجريمة والقاء القبض على مرتكبيها وحجز أدواتها وهذا يعود وفق تقديره الى أن هذه الوحدات تمكنت من تكوين سجل بيانات هام يحتوى على هويات أغلب العناصر السلفية المصنفة والمعروفة بتحركاتها المشبوهة على غرار المجموعة التي ثبت تورطها في ذبح الشهيد وفق اعترافاتهم والمعاينات المجراة ووجب الاشارة هنا الى أن اغلب العناصر الموقوفة مصنفون من ضمن المجموعة المعروفة بحادثة جامع الفحص والمتكونة من 16 نفرا والذين تم ايقافهم بتهمة حيازة المولوتوف وتم توجيه لهم تهمة هضم جانب موظف وكان من بينهم مرتكب الجريمة الرئيسي المدعو حسام بن زيد والذي كان اماما للجامع المذكور معينا من طرف التكفيريين بعد أن استولوا عليه، وشقيقه الذي شاركه في ارتكاب العمل الارهابي.
تحذير من جرائم جديدة...
عصام الدردوري أكد لأخبار الجمهورية أن مثل هذه العمليات لن تتوقف بل ان الامكانية واردة لتأخذ الاعمال الارهابية بعدا آخر وما على مسيري مؤسسات الدولة الى أن يعوا ذلك ويستفيقوا من سباتهم الذي طال وشدّد على ضرورة ان يقع التعامل بالصرامة القصوى في اطار القانون مع الموقوفين في قضايا الارهاب وعلى ان يقع عزلهم داخل السجون عن مساجين الحق العام ليقع وضع حدّ لدمغجة هؤلاء للمساجين لانهم وبمجرد ايداعهم السجون يتحولون الى شيوخ لالقاء المواعض والدروس التكفيرية وهو ما يشكل خطرا حقيقيا وفرصة تمنح على طبق من ذهب لهؤلاء لتوسيع قاعدتهم البشرية الجهادية.
وطالب الدردوري بضرورة تمكين الامنيين من اسلحتهم الفردية مع اعتماد مقاييس موضعية في ذلك وضرورة التعجيل بوضع مقاربة شاملة من قبل الدولة التي يجب الا تقتصر في معالجة الارهاب على الحلّ الأمني والعسكري وضرورة اتخاذ كل التدابير اللازمة للتصدي للخطر الداعشي .
وختم محدّثنا بالتأكيد أنّ معنويات الامنيين والعسكريين لن تتزعزع وأنّ الردّ سيكون في حجم وطأة الغدر احتكاما الى السلاح وسلطة القانون.
سناء الماجري